طريقة العلاج من الوسواس القهري وخاصة بالعقيدة والدين

تبليغ
سؤال

يرجى شرح بإيجاز لمإذا تشعر أنك ينبغي الإبلاغ عن هذا السؤال.

تبليغ
‎إلغاء

طريقة العلاج من الوسواس القهري وخاصة بالعقيدة والدين

مرض الوسواس القهري بدأت معي المشكلة بأفكار غريبة وأفكار تغضب الله تعالى ولكن أنا لا أقصد التفكير فيها ولا أريدها فهي تراودني في كل الأوقات و تجبر عقلي على قولها ولكني لا أريدها أبدا فعندما تراودني أسارع في الاستغفار مع العلم أن هذه الأفكار تشتمل أحيانا عبارات كفر ثم تطورت معي الحالة حتى أصبحت أدعي على نفسي بأمراض خطرة وأرى نفسي تكررها من دون أن أمتلك الإرادة لأوقفها فأنا لا أريدها نهائيا وليس عندي النية الصادقة لأقوم بقول هذه الأفكار أو الأدعية وأحيانا تشتمل الحلفان بالله بأن أصاب بشيء مثلا اقسم بان أصاب بمرض السرطان فيما بعد ولكني لا أقصدها صدقني لا أقصدها السؤال هو، هل الله يستجيب لهذه الأدعية والأفكار الغير مقصودة ؟؟؟ وهل علي شي من هذه الأيمان وهل يستجيب الله لها؟؟؟؟ أرجوك يا شيخ أريد إجابة لأن المشكلة أثرت علي بشكل سلبي فلا أستطيع النوم ولا الأكل و أرى البكاء هو الحل الوحيد وما هو الحل لكي أتخلص من هذه المشاكل.
………..
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
أعتقد أن الوسواس يمكن أن يكون في الاعتقاد ويمكن أن يكون في العبادة كالطهارة والصلاة ويمكن أن يكون في أشياء دنيوية، وعلى كل فالوسوسة أمر قد يعرض لكل واحد منا ولكن طريقة المعالجة الخاطئة هي التي تؤدي إلى تحويله إلى مرض فعلى سبيل المثال لو أن إنساناً تمادى في فكرة عقدية مثل من خلق الله ؟ وأطلق لنفسه العنان بها وقرأ كتابات الملحدين حولها ولم يلق من يعالج وسواسه بشكل ديني علمي فإنه قد يصل إلى وسواس اعتقادي مرضي يحتاج علاجاً، وكذلك لو أن امرأة توسوست في طهارة أو نجاسة شيء من الأشياء ثم سألت فصادفت معلمة موسوسة أكثر منها لربما نقلتها من مجرد سؤال إلى مرض وكذلك لو فتحت كتابا في الفقه لا فقه فيه لربما مرضت من وسواسها وما ألاحظه في كثير من حالات الوسواس التي أسأل عنها أن سببها سوء توجيه أو سوء علاج.
وما دام سؤالك حول الوسواس في الاعتقاد فإليك الطريقة النبوية في العلاج والتي توضح أنه موجود فعلاً وتبين دواؤه العاجل قبل أن يصبح مرضا.
1- رفع الحرج والإثم عن الإنسان المتوسوس: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين أنه قال: “إن الله تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها مالم تعمل أو تتكلم” (متفق عليه) ,
2- الوسوسة في حدها الطبيعي ليست نقضاً للإيمان وإنما هي جزء منه إذ إن الشيطان لا يعرض إلا لمؤمن: ثبت أن الصحابة رضى الله عنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عما يخطر لهم من هذه الوساوس والمشار إليها فى السؤال فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله:”ذاك صريح الإيمان” (رواه مسلم) ,
3- مثال نبوي مع حل سريع يتمثل في العودة إلى الثوابت فور وجود الخاطر الشيطاني:قال عليه الصلاة والسلام: “لايزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخالق فمن خلق الله ؟ , فمن وجد من ذلك شئ فليقل آمنت بالله ورسله ” (متفق عليه) , وفى رواية أخرى “فليستعذ بالله ولينته” (رواه مسلم).
يقول النووى: وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها , فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه , وأما قوله: فليستعذ بالله ولينته , فمعناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه وليعرض عن الفكر فى ذلك , وليبادر إلى قطعه بالإشتغال بغيره .
وروى مسلم عن عبد الله قال: سئل رسول الله عن الوسوسة قال: “تلك صريح الإيمان” (أى كراهية الأفكار الوسواسية والشعور بالألم بسببها دليل على الإيمان بالله تعالى , فالملحد لا يتألم لإنكار الله أو سبه بل يستمتع بذلك ويتباهى به ).
4- أصل الوسوسة من الشيطان وهي أقل أسلحته فاعلية إذا عولجت بشكل صحيح: روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: “جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشئ لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة ” ( ورواه أيضا أبو داوود والنسائى , والحديث صحيح). وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب: “بيان الوسوسة فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه” , عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه ؟ قالوا: نعم , قال: “ذاك صريح الإيمان ” , وفى الرواية الأخرى: سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: “تلك محض الإيمان “. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان , ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان , فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه , فينكد عليه بالوسوسة.

موسوعة النابلسي>>>

‫أضف إجابة

السؤال؟ طريقة العلاج من الوسواس القهري وخاصة بالعقيدة والدين

تصفح

10÷3-2= ( 2 )

مجهول يجيب